صاحب يس
قصته من أبلغ ما قصه ربنا في كتابه العزيز ففيها من العبر والعظات الكثير, فهو رجل من الأتقياء الأخفياء لم يعرف قدره أهل الأرض بينما كان له ذكر وخبر في أهل السماء, إنه رجل تابع المرسلين وآمن بهم,وكذلك فإن الحق سبحانه لم يخبرنا باسمه ولا رسمه ولا صنعته فليست العبرة في ذلك.
يقال أنه كان له منزل عند أقصي باب من أبواب المدينة وقد كان يعكف علي عبادة الأصنام سبعين عاما ويدعوهم ليكشفوا عنه الضر فما وجد لدعائه من يستجيب ولما علم بالرسل ودعوه لعبادة الواحد الذي لا شريك له كاشف الضر مجيب الدعاء فآمن بالله فكشف عنه الضر وإذ به يعمل ويتكسب ثم يطعم عياله من كسبه نصفا ويتصدق بنصف فلما علم أن قومه هموا بقتل الرسل جاءهم فقال (( قال يا قومي اتبعوا المرسلين)) وقيل أنه سأل الرسل هل تطلبون علي ما جئتم به أجرا؟
قالوا لا.فاعتقد بصدقهم وقال لقومه((اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ))
فقال له قومه أنت علي دينهم قال (( ومالي لا أعبد الذي فطرني واليه ترجعون ))
فما كان من قومه إلا أن قتلوه وقيل في موته الكثير فمن قائل أن الله أدخله الجنة وهو حي فيها يرزق . ثم أنه لما قتل تمني فقال (( يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )) فقد قال ابن عباس نصح قومه حيا وميتا.
فلما قتل صاحب يس غضب الله وعجل النقمة علي قومه .
دروس وعبر من قصة صاحب يس
o الدعوة إلي الله
o والهمة الغالية التي ينبغي أن يكون عليها الداعية فقد أتي من أقصي المدينة يسعي
o دعوته كانت للإتباع وليس للإبتداع ويركز فيها علي معاني التوحيد.