الــنســــــب:
عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وأمها أم رُومان بنتُ عامر بن عُويمر الكنانية ، تُكَنَّى بأم عبدالله ، كنَّاها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن أختها عبدالله بن الزبير ، فقد أخرج أبو داود بسنده ،، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى ، قال : فاكتني بابنك عبدالله . يعني ابن أختها ، عبدالله بن الزبير ، قال : فكانت تكنى بأم عبدالله .
خصـــــــائصهــــــــا
(1) أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ، وهذا باتفاق أهل النقل .
(2) أنها خُيّرت واختارت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الفور ، وكذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن تبعاً لها في ذلك ، والدليل ما رواه البخاري في صحيحه بسنده أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لمّا أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : (( إني ذاكر لكِ أمراً ، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك )) . قالت : وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ، قالت : ثم قال : (( إن الله جل ثناؤه قال ** يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها } إلى ** أجراً عظيماً } قالت : فقلتُ : ففي أيِّ هذا استأمر أبويَّ ، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ، قالت : ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثلَ ما فعلتُ .
(3) نزول آية التيمم بسبب عقدها حين حَبَسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، وقال أُسَيْد بن حضير : ماهي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، والقصة أخرجها البخاري في صحيحه .
(4) نزول براءتها من السماء بما نسبه إليها أهل الإفك في ست عشرة آية متوالية ، وشهد الله لها بأنها من الطيبات ، ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم ، وانظر تواضعها وقولها : ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بوحي يتلى ، والقصة أخرجها البخاري في صحيحه .
(5) نزل قرآن فيها يتلى إلى يوم القيامة ، وهي الآيات من سورة النور (11إلى26) ، وهذا باتفاق المسلمين .
(6) شُرِعَ جلد القاذف وصار باب القذف وحده باباً عظيماً من أبواب الشريعة وكان سببه قصتها رضي الله عنها ، وهو قول سعيد بن جبير رحمه الله .
(7) لم ينزل بها أمر إلا جعل الله لها منه مخرجاً وللمسلمين بركة ، كآية التيمم وحد القذف ، ولذلك يقول أسيد بن حضير رضي الله عنه : جزاكِ الله خيراً فوالله ما نزل بكِ أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجا ، وجعل للمسلمين فيه بركة . أخرجه البخاري .
(
أن جبريل أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في سَرَقة ( أي قطعة ) من حرير فقال : هذه امرأتك ، فكشفتُ عن وجهكِ الثوبَ فإذا هي أنتِ ، فقلتُ : إن يكُ هذا من عندِ الله يمضهِ . أخرجه البخاري .
(9) أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه قال له عمرو بن العاص : يا رسول الله أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ، فقلت : مِن الرجال ؟ قال : أبوها ، قلت ثم من ؟ قال : عمر بن الخطاب ، فعدَّ رجالاً . أخرجه البخاري .
(10) وجوب محبتها على كل أحد ففي صحيح مسلم لما جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ألست تحبين ما أحب ؟ قالت : بلى ، قال : فأحبي هذه . يعني عائشة ، وهذا الأمر ظاهر الوجوب ، ولعل من جملة أسباب المحبة كثرة ما بلّغته عن النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من النساء الصحابيات .
(11) أن من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها ، قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية وقد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها . واختلفوا في بقية أمهات المؤمنين ، هل يكفر من قذفهن أم لا ؟ . على قولين : أصحهما أنه يكفر .
(12) من أنكر كون أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه صحابياً كان كافراً ، نص عليه الشافعي فإن الله تعالى يقول : ** إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } ، ومنكر صحبة غير الصديق يكفر لتكذيبه التواتر .
(13) أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه ، يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أخرجه البخاري ومسلم .
(14) أن سودة وهبت يوماً لها بخصوصها . أخرجه البخاري .
(15) اختياره صلى الله عليه وسلم أن يمرّض في بيتها . أخرجه البخاري . قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله ـ : أنظر كيف اختار لمرضه بيت البنت واختار لموضعه من الصلاة الأب ، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة ، عن هذا الفضل والمنزلة التي لاتكاد تخفى عن البهيم فضلاً عن الناطق .
(16) وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحْرِها ونحرها . أخرجه البخاري ومسلم .
(17) وفاته صلى الله عليه وسلم في يومها . أخرجه البخاري .
(18) دفنه صلى الله عليه وسلم في بيتها . أخرجه البخاري .
(19) اجتماع ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وريقها في آخر أنفاسه ، وذلك حين طيبت له سواكه . أخرجه البخاري .
(20) كانت أكثرهن علماً ، قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . الإصابة .
(21) أن الأكابر من الصحابة كان إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها فيجدون علمه عندها ، قال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً . أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
(22) لم ينكح النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبواها مهاجران بلا خلاف ، سواها .
(23) أن أباها وجدّها وأخاها صحابة رضي الله عنهم أجمعين .
(24) كان أبوها أحب الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعزهم عليه . أخرجه البخاري .
(25) أن أباها أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة .
(26) كان لها يومان وليلتان في القَسْم دونهن لما وهبتها سودة يومها وليلتها . أخرجه البخاري ومسلم .
(27) أنها كانت تغضب فيترضاها عليه الصلاة والسلام ولم يثبت ذلك لغيرها . أخرجه البخاري ومسلم .
(28) لم يَرْوِ عن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أكثر منها .
(29) أن عمر فضلها في العطاء عليهن ، كما أخرجه الحاكم في مستدركه من جهة مصعب بن سعد قال : فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين ، وقال : إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(30) تسابق النبي صلى الله عليه وسلم معها . أخرجه أبوداود .
(31) أنها من أكثر الصحابة فتوى ، قال ابن حجر رحمه الله في الإصابة : أكثر الصحابة فتوى مطلقاً سبعة : عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وعائشة رضوان الله تعالى عليهم .