1- اسمها وكنيتها وميلادها وصفتها
أسمها : عائشة بنت الإمام الأكبر خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم أبي بكر عبد بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، القرشية التيمية المكية المدينة أم المؤمنين زوجة النبي صلي الله عليه وسلم .و أمها : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية .وكنيتها : أم عبد الله كنيت بابن أختها أسماء : عبد الله .ميلادها :قال الذهبي : عائشة ممن ولد في الإسلام وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين ، وكانت تقول لم أعقل أبوي وهما يدينان الدين .وذكرت أنها لحقت بمكة سائس الفيل شيخا أعمي يستعطي ( يطلب العطاء )صفتها :قال الذهبي : وكانت أمراه بيضاء جميلة ، ومن ثم يقال انها الحميراء أي شديدة الحمرا ( غير الشيعة الذين يقولون تصغير حماره لعنهم الله )عن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت : دخل الحبش المسجد يلعبون قال لي ( يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت نعم . فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني علي عاتقه فأسندت وجهي إلي خده قالت : ومن قولهم يومئذ : أبا القاسم طيبا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( حسبك ) قلت يا رسول الله لا تعجل . فقام لي ثم قال لي وما بي حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه.وفيه در علي من زعم أن وصفها بالحميراء لم يرد بإسناد صحيح 2- زوجها من الرسول صلي الله عليه وسلم
قال ابن الأثير: تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين وهي بكر وقاله أبو عبيده : بثلاث سنين . وقال الزبير : تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد خديجة بثلاث سنوات ، وكان عمرها لما تزوجها الرسول صلي الله عليه وسلم ست سنين وقيل سبع وبني بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة ، وكان جبريل قد عرض علي رسول الله صلي الله عليه وسلم صورتها في سرقة ( قطعه ) حرير في المنام لما توفيت خديجة رضي الله عنها .عن عائشة رضي الله عنها قالت لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خوله بنت حكيم بن الأوقص – امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة – أي رسول الله –ألا تتزوج ؟ قال ( ومن ؟ ) قالت إن شئت بكرا – وإن شئت ثيبا قال ( فمن البكر ؟ ) قالت بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال ( ومن الثيب ؟ ) قالت سوده بنت زمعة بن قيس : قال ( فاذهبي فاديهما علي ) فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة رضي الله عنها فقالت أي أم رومان ، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت : وما ذاك ؟ قالت أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت : وددت , انتظري أبا بكر ،فإنه آت ، فجاء أبو بكر ، فقالت : يا ابا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير و البركة ! قال : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، قال وهل تصلح له ؟ إنما هي بنت أخيه ، فرجعت الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال ( ارجعي إليه وقولي له : أنت أخي في الإسلام ) وابنتك تصلح لي ) فاتت أبا بكر ، فقال ادعي لي رسول الله صلي الله عليه وسلم فجاءه فأنكحه ، وهي يومئذ ابنة ست سنين .3- فضائل عائشة رضي الله عنها
وهو يتضمن :1- حب النبي صلي الله عليه وسلم لها .2- ثناء النبي صلي الله عليه وسلم لها .3- علم عائشة رضي الله عنها .4- عبادتها رضي الله عنها .وسوف نلي الضوء علي هذه النقاط علي سبيل الاختصار ليس الحصر 1- حب النبي صلي الله عليه وسلم لعائشة
قال الذهبي: وحبه صلي الله عليه وسلم لعائشة كان أمرا مستفيضا ، ألا تراهم كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا الي مرضاته .عن هشام عن أبيه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، قالت عائشة : فاجتمع صواحبي إلي أم سلمه فقلن : يا أم سلمه والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فمري رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيثما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمه للنبي صلي الله عليه وسلم قالت : فاعرض عني ، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني ، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال ( يا أم سلمه لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ) .وفي هذا زاجر وواعظ للشيعة الروافض الذين يتهمون المبرأة من فوق سبع سماوات بما برأها الله منه فإذا قال النبي صلي الله عليه وسلم ( لا تؤذيني في عائشة ) وهي تطلب منه أن يأمر الصحابة بأن يهدوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم حيثما كان فكيف بهم – قبحهم الله – يرمونها أليست هي عرض النبي صلي الله عليه وسلم وأحب نسائه إليه أليس في ذلك ايذأ لرسول الله صلي الله علي وسلم :إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل طائفة ومن كل إنسانوقال الذهبي: وهذا الجواب منه دال علي فضل عائشة علي سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها .قال عروة عن أبيه : ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم فأرسلت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال ( يا بنية ألا تحبين ما أحب ) قالت : بلي فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن : ارجعي إليه فأبت أن ترجع ، فأرسلن زينب بنت جحش ، فأتته فأغلظت وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافه ، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلي الله عليه وسلم لينظر إلي عائشة هل تكلم ؟ قال فتكلمت عائشة ترد علي زينب حتى أسكتها قالت : فنظر النبي صلي الله عليه وسلم إلي عائشة وقال إنها ابنة أبي بكر .وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بعثه علي جيش ذ1ت السلاسل قال فأتيته فقلت : يا رسول الله أي الناس احب إليك ؟ قال ( عائشة فقلت : من الرجال ؟ قال أبوها )وعن هاشم عن أبيه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول ( أين أنا غدا ؟ ) حرصا علي بيت عائشة قالت عائشة : فلما كان يومي سكن .وعن أبي قيس مولي عمرو قال : بعثني عبد الله ابن عمرو إلي أم سلمه : سلها أكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ فإن قالت :لا : إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم ، فقالت لعله أنه كان لا يتمالك عنها حبا أما إياي فلا .2- ثناْ النبي صلي الله علي وسلم وأصحابه
علي عائشة رضي الله عنها
عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قاله : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل مكن النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام . رواه البخاريقال الحافظ : وقوله ( فضل عائشة علي النساء) لا يستلزم ثبوت الافضليه المطلقة ، وقد أشار ابن حبان إلي أن أفضليتها التي يدل عليها هذا الحديث وغيره مقيدة بنساء النبي صلي الله عليه وسلم ، جميعا بين هذا الحديث وبين حديث ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ) الحديث وقد أخرجه الحاكم بهذا اللفظ من حديث ابن عباس ، وسيأتي في مناقب خديجة من حديث علي مرفوعا ( خير نسائها خديجة ) وقوله ( كفضل الثريد ) زاد معمر من وجه آخر: ( مرثد باللحم ) وهو اسم الثريد الكامل وعليه قول الشاعر :إذا ما الخبــز تأدمه بلحـــمفــذاك أمــانة الله الثريــدوعن أبي سلمه : أن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما ( يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام )فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته تري ما لا أري . تريد رسول الله صلي الله عليه وسلم .وقد استنبط بعضهم من هذا الحديث فضل خديجة علي عائشة لان الذي ورد في حق خديجة أن النبي قال لها إن جبريل يقرئك السلام من ربك ) وأطلق هذا الاسم من جبريل نفسه .عن هشام عن أبيه : عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركنهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت أية التيمم فقال أسيد بين الحضير : جزاك الله خيرا فو الله ما نزل بط أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل فيه للمسلمين بركة .وعن الحكم قال : سمعت أبا وائل قال : لما بعث علي عمار و الحسن إلي الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها . رواه البخاري وعن ابن أبي مليكه : استأذن ابن عباس علي عائشة رضي الله عنها فم يزل بها بنو أخيها قالت : أخاف ان يزكيني فما أذنت له قال : ما بينك وبين أن تلقي الاحبه إلا أن يفارق الروح الجسد ، كنت أحب أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن يحب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فنزلت فيك آيات من القران فليس مسجد من مساجد المسلمين إلا يتلي فيه عذرك اناء الليل والنهار فقالت دعني من تزكيتك يا ابن عباس .وعن عمر بن غالب أن رجلا نال من عائشة رضي الله عنه عند عمار بن ياسر فقال : اغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبية رسول الله صلي الله عليه وسلم :وعن عائشة أنها قالت : لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا ، وما تزوج بكرا غيري ، ولقد قبرته في بيتي ، ولقد حفت الملائكة بيتي وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه وإني لابنة خليفته ،وصديقة ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيبة عند طيب ، ولقد وعدت مغفرة وأجرا عظيما . رواه أبو بكر الاجري .3- علم عائشه رضي الله عنها
قال الزهري : لو جمع علم عائشة الي علي جميع النساء لكان علم عائشة أفضل : وعن هشام بن عروة قال : كان عروة يقول لعائشة رضي الله عنها يا أمتاه لا أعجب من فقهك ، أقول : زوجة نبي الله صلي الله عليه وسلم وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول : ابنة أبي بكر وكان اعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب أين هو أو ما هو ؟ قال فضربت علي منكبه وقالت أي عُربه إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعالجها له فمن ثم ....وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة .وعن أبي موسي قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما وقال الذهبي روت عنه صلي الله عليه وسلم كثيرا طيبا مباركا فيه ، وعن عمر ، وفاطمه ، وسعد ، وحمزة بن عمرو الاسلمي ، وجذامة بنت وهب وقال كذلك : مسند عائشة يبلغ ألفين ومائتين وعشرة حديث (2210 ) اتفق لها البخاري ومسلم علي مائة وأربعة وسبعني حديثا (174) وانفرد البخاري بأربعة وخمسين (54 ) وانفرد مسلم بتسعة وستين (69 ) وعن مسروق : وقيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال والله رأيت أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .رواه الدرامي والحاكم.4-عبادتها رضي الله عنها
عن القاسم بن محمد قال : كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصوم تصوم حتى يذلقها الصوم .قال في هامش الحلية : ونص النهاية : أنها كانت تصوم السفر حتي أذلقها الصوم أي جهدها وأذابها يقال أذلقة الصوم ودلقه أي ضعفه .وعن ابن المنكدر عن أم ذرة – وكانت تغشي عائشة قالت : بعث إليها بمال في غرارتين قالت : أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست ما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت يا جاريه هلمي فطري فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما يدرهم نفطر عليه ! قالت لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت .قال عبد الرحمن : وأهدي لها سلال من عنب فقسمته ورفعت الجاريه سلة ولم تعلم بها عائشة رضي الله عنها فلما كان الليل جاءت به الجاريه فقالت عائشة رضي الله عنها ما هذا ؟ قالت يا سيدتي أو يا أم المؤمنين رفعت لنأكله . قالت عائشة رضي الله عنها أفلا عنقودا واحدا والله لا أكلت منه شيئا وعن عروة : عن عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب درعها .وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه . أن عائشة كانت تصوم الدهر .وورد بلفظ ( كانت تسرد الصوم ) 5- درر من مواعظ عائشة رضي الله عنها
- اغتاظت عائشة رضي الله عنها علي خادمها فقالت : لله در التقوي ما ترك لذي غيظ شفاء.- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : مكارم الأخلاق عشر : صدق الحديث ، وصدق اليأس وأداْ الامانة وصلة الرحم والمكافأة بالصنيع ، وبذل المعروف والتذمم للجار و التذمم للصاحب وقري الضيف ورأسهم الحياءوقالت رضي الله عنها : المغزل في يد المرأة مثل الرمح في يد الغازي في سبيل الله .وعن بكرة بنت عقبة أنها دخلت علي عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت شجرة طيبة : وماء طهور وسألتها عن الحفاف فقالت لها إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضيعينها أحسن مما هما فافعلي .5- فصل في أن عائشة رضي الله عنها
لم تخرج يوم الجمل لقتال
وأنها ندمت علي خروجها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ، ولم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولي فكانت إذا ذكرت خروجها بكت حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا علي ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعني – ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال وكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ، لما تراسل علي وطلحه والزبير رضي الله عنهم وقصدوا الاتفاق علي المصلحة ، وأنهم إذا تمكنوا طلبوا قتلة عثمان _ أهل الفتنة – وكان علي غير راض بقتل عثمان و لا معينا عليه كما كان يحلف فيقول :- والله ما قتلت عثمان ولا مالأت علي قتله ، وهو الصادق البار في يمينه ، فخشي القتلة فحملوا علي عسكر طلحة والزبير فظن طلحة والزبير أن عليا حمل عليهم فحملوا دفاعا عن أنفسهم فظن علي أنهم حملوا عليه فحمل دفعا عن نفسه فوقعت الفتنة بغير اختيارهم وعائشة رضي الله عنها راكبة لا قاتلت ولا أمرت بالقتال هكذا ذكره غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار . (شبهات حول الصحابة ) قال الحافظ الذهبي: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية علي مسيرها إلي البصرة وحضورها يوم الجمل وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ .فعن عمارة بن عمير عمن سمع عائشة : إذا قرأت ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) }الأحزاب { بكت حتي تبل خمارها.قال احمد في مسنده : حدثنا يحي القطان عن إسماعيل : حدثنا قيس قال : لما أقبلت عائشة فلما بلغت مياه عامر ليلا نبحت الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا ماء الحوأب قالت : ما أظنني إلا أني راجعه . قال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ذات يوم ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ) .وعن عائشة – وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها – فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثا ، ادفنوني مع أزوجه .قال الذهبي : تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك علي أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصد للخير كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله عنهم .قال القحطاني في نونيته :دع ما جري بين الصحابة في الوغـى بسيوفهم يوم التقي الجمعانفـقتـيلهـم مـنـهـم و قـاتـلـهــم لـهــموكلاهما في الحشر مرحومانوالله يـوم الحشـر ينـزع كـل مـاتحوي صدورهم من الأضغانوالويل للركب الذين سعوا إليعثمان فأجتمعوا علي العصيان5- وفاتها رضي الله عنها
من سالم سبلان : أنها ماتت في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها فأجتمع الأنصار وحضروا فلم ير ليلة أكثر ناسا منها أهل العوالي فدفنت بالبقيع .قال هشام بن عروة وأحمد بن حنبل وشباب وغيرهم : توفيت سنة سبع وخمسين .وقال أبو عبيدة معمر بن المثني و الواقدي وغيرهمسنة ثمان وخمسين فرضي الله عنها وأرضاها وجعل الجنة مثواها وقد فعل رضي الله عنها وهي زوجة النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة كما كانت نسائه إليه في الدنيا .قال الذهبي : وقد قيل : غنها مدفونة بغربي جاكع دمش وهذا غلط فاحش لم تقدم رضي الله عنها الي دمشق أصلا وانما هي مدفونة بالبقيع .ومدة عمرها : ثلاث ستون سنة وأشهر .