القوة العلمية والقوة العملية
• قال ابن القيم رحمه الله : السائر إلى الله تعالى والدار الآخرة ، بل كل سائر إلى مقصد لا يتم سيرهُ إلا بقوتين .
1- القوة العلمية : يبصر مواضع السلوك ومنازل الطريق فيقصدها سائراً فيها ويجتنب أساب الهلاك .
2- القوة العملية : يسير حقيقة وهو أن يشمر مسافراً في الطريق قاطعاً منازلها فكلما قطع منزلة إستعدّ لقطع أخرى وهكذا .. ويقول لنفسه : وإنما الأمرصبر ساعة فإن الدنيا كلها كساعة واحدة من الآخرة ..
- مثال تقريبي للقوتين : كحديقة لها باب وفيها من أنواع الزهور وأنواع السرورما يعجز عنه الوصف ويحار دونه الطرف ، فصاحب القوة العملية يطلبها مجداً ولكنه لا يبصر الباب ، فهو يحوم حول البستان ويكون في عناء من سيره وطلبه ولا يجد لذّة الدخول في الحديقة لأنه ليس عنده القوة العلمية .
• أقسام الناس في القوتين :
أ ) من له قوة علمية وعملية .
ب ) من ليس له قوة علمية ولا قوة عملية .
ج ) من له قوة علمية وليس له قوة عملية .
د ) من له قوة عملية وليس له قوة علمية .
• فكم سمعنا وقرأنا عن فضائل : ( قيام الليل ،و قراءة القرآن ، و كثرة الذكر ، والجهاد ،و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. ) ومع ذلك كثير منها لا نعمل بها .
- والسبب في ذلك ضعف القوة العملية عندنا .
• كيف نحي القوة العملية في نفوسنا .. ؟اعلم أن القوة العملية تأتي بكثرة : ( التدريب ، والتمرين ، والممارسة ) على الأعمال مع كثرة الدعاء ، والاستعانة بالله تعالى ، ومع الإكثار من قول : " لا حول ولا قوة إلا بالله " دائماً وفي كل وقت ..
• أقترح عليك : ( لتقوية القوة العلمية والعملية )
- تبدأ بقراءة كتاب ( رياض الصالحين ) .. وتحاول أن تعمل بكل حديث يمر عليك . ولو كان معك شخص ذو حزم وعزم فتتفقان على التدريب والتمرين على كل حديث يمر عليكما أن تطبقاه فذلك أفضل وأقوم وأدوم لكما ، فكل واحد يعين الآخر ويحاسبه ويشجعه . فبهذه الطريقة جمعتَ :
- بين القوة العلمية ( وهي التعرف على الأحاديث ) .
- والقوة العملية ( وهي العمل بما في هذه الأحاديث ) .