قرأت لكم في موقع جريدة الجمهورية
كتبت : دعاء عمرو
أثارت مسألة زيادة المصروفات الدراسية بالمدارس الخاصة مع بداية كل عام دراسي جديد تساؤلات حول مدي أحقية هذه المدارس في رفع مصروفاتها وهل تكافئها خدمات تعليمية أم لا؟!.. يري المدرسون ان هذه الزيادات غير مبررة وتحدث بشكل مبالغ فيه في حين يؤكد خبراء التعليم ضرورة توافر قرارات وزارية تبرر هذه الزيادات وإلا تم وضع هذه المدارس تحت الإشراف المالي والإداري
يقول د. سيد عطوة عضو الجمعية العامة للمعاهد القومية ان زيادة مصروفات المدارس الخاصة والقومية بشكل مستمر مع بداية كل عام دراسي ليس لها ما يبررها ولا يقابلها خدمات فعلية مقدمة للطلاب.
أكد أن مسألة ارتفاع المصروفات ليست سوي عبء اضافي علي الأسر يفوق قدراتهم ويضاف لعبء الدروس الخصوصية.
طالب الوزير بوضع آليات حديثة للتحكم في المدارس الخاصة بقرارات مركزية تلتزم بها حتي لا يترك الأمر لأصحاب المدارس فقط دون ضوابط فعلية.
أكد علي أهمية ان يكون هناك مقابل تعليمي أو خدمي لرفع المصروفات أما اذا كانت الزيادة دون أسباب فلا يجب ان يحدث ذلك دون ضوابط حاسمة.
أضاف د. سيد عطية الفيومي عضو لجنة التعليم بمجلس الشعب انه لا توجد أسباب فعلية لرفع مصاريف المدارس الخاصة ولا توجد مدرسة يحق لها رفع المصروفات دون اخطار الوزارة والمسئولين عن التعليم الخاص وإلا تم وضعها تحت الاشراف المالي والإداري.
أشار الي ان المدارس التي تقوم برفع المصروفات دون وجه حق يجب علي أولياء أمور الطلاب بها التوجه بالشكوي للوزارة حتي يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضدها.
قال انه من الحالات التي يحق للمدارس الخاصة فيها رفع المصروفات تطبيق الكادر الخاص للمعلمين أو ارتفاع أسعار خامات تستخدم فيها بكثرة مثل الوقود أو الأدوات التعليمية المختلفة وكذلك في حالة زيادة الخدمات المقدمة للتلاميذ مثل تحديث وسائل النقل وتزويدها بمكيفات.
أوضح ان رفع مصروفات المدارس الخاصة لايؤثر في الإقبال عليها ولكن يحد فقط من عملية الإقبال بنسبة بسيطة.
مضيفا ان المدارس التجريبية تعد بديلا ناجحاً للمدارس الخاصة حيث تقدم خدمات تعليمية متميزة.
قال أحمد عزت مدرس بالدبلومة الأمريكية انه يجب ان تكون هناك بنود واضحة تبرر زيادة المصروفات في المدارس الخاصة والدولية كأن يتم الاستعانة بمدرسين أجانب متخصصين في مواد اللغات وبالتالي فان رواتبهم تزيد بحيث تصل للضعف أو أكثر مرتين عن المدرسين المحليين.
أضاف انه في حالة زيادة وسائل الترفيه وادخال خدمات اضافية يحصل عليها الطالب يكون رفع المصروفات أمرا واردا وله الأسباب المنطقية.
أشار الي ان أصحاب المدارس الخاصة يحصلون علي أرباح خيالية في كل الأحوال ولا تؤثر عليهم مسألة غلاء الأسعار بالنسبة للمنتجات المستخدمة في العملية التعليمية.
أكد ان زيادة عدد المدارس الخاصة والدولية جعل من المنافسة أمرا محتوما وبالتالي تتسابق كل مدرسة من أجل جذب التلاميذ بمميزات مختلفة مما يؤدي لرفع المصروفات بها.
أشار الي أن رفع المصروفات لا يؤثر علي عملية الإقبال علي هذه المدارس لأن نوعية الطالب الذي يلتحق بها محددة ومتواجدة بنسب معينة في المجتمع وبالتالي فانه من غير المعقول ان يلجأوا للمدارس الحكومية أو التجريبية لخلوها من المميزات التي يهدفون اليها.. أشار الي ان المدارس القومية قد تكون بديلا عن المدارس الخاصة أو الدولية لكنها لا تتمتع بالرقابة الكافية علي العملية التعليمية بها.
ويري أيمن تادرس مدرس IG ان رفع المصروفات كونه لا يعدو مجرد عبء اضافي علي الأسر والطلاب فقط.
أضاف ان اصحاب المدارس يبررون رفع المصروفات بزيادة الضرائب علي المدارس الخاصة في حين ان نسبة الزيادة في المصروفات تتعدي النسبة التي ارتفعت بها الضرائب بكثير مما يعني أن الضرائب ليست سببا كافيا.
أشار الي أن الاقبال علي المدارس الخاصة بأنواعها يعد مصدرا للفخر الاجتماعي في المقام الأول لطبقات معينة في المجتمع وبالتالي لا يتنازلون عنها بسهولة خاصة مع مشاكل التعليم في المدارس الحكومية بأنواعها.
من ناحية أخري أوضح أن التعليم الخاص لا يحظي بالرقابة الكافية عليه مما يعطي الفرصة لأصحاب المدارس الخاصة بالتلاعب بزيادة المصروفات تحت دعاوي الخدمات المقدمة للطلاب في حين ان هذه الخدمات لا تعني بأي حال من الأحوال تحسين المحتوي التعليمي المقدم للطلاب وهو ما يعني أن الأمر أصبح تجارة في المقام الأول وليس هدفاً تربوياً أو تعليمياً لذا يجب ان يكون هناك وقفة فعلية للحد من مشاكل التعليم الخاص التي تؤدي اليها قلة الرقابة عليه بشكل كاف.
أضافت هبة فؤاد مدير قسم IG في إحدي المدارس الخاصة ان معظم المدارس التي ترفع مصروفاتها يكون ذلك تحت بند زيادة الأنشطة التي يأتي معظمها من الأنشطة غير التربوية حيث تخرج عن اطار الفنون والآداب وانشطة المسرح وهو ما يجذب أولياء الأمور بشكل كبير للالتحاق بمدرسة ما عن غيرها.. أشارت الي ان الشروط الأساسية التي يجب ان يتم التوقف أمامها هو مدي جودة المحتوي التعليمي وطرق تقديمه وليس الشكل الخارجي فقط مؤكدة علي أهمية المدرسين الذين يقومون بالتدريس داخل المدرسة وان يكونوا مؤهلين بالقدر الكافي.