وردت قصة أصحاب الكهف والرقيم في أول سورة الكهف وهي مثال للتضحية بالنفس في سبيل الله ومن أجل التمسك بالعقيدة. إنهم فتية مؤمنون خرجوا من ديارهم فرارا بعقيدتهم ولجئوا للغار الذي مكثوا فيه وهم نائمون ثلاثمائة سنين واذدادوا تسعا وقد بعثهم الله بعد ذلك .وتبدأ قصتهم (( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ أوي الفتية إلي الكهف ))والقران الكريم لم يفصح لنا عن أسمائم ولا أوصافهم فالعبرة ليست في ذلك إنما العبرة أنهم آثروا ما عند الله تاركين متع الحياة الفانية فقد قيل أنهم أبناء أمراء .
فما أعظم أن يحيا الانسان باسلامه ولاسلامه إن لله عبادا فطنا باعوا الدنيا وطلقوا الفتن.
لقد كانت عناية الله تكلؤهم وهكذا عناية الله مع القوم الصالحين .
قيل أنهم كانوا علي دين عيسي عليه وعلي نبينا السلام وقيل أنهم كانوا قبل ذلك
فقد كان بالروم ملك يدعي دقيانوس عبد الأصنام وذبح للطواغيت وكان يحمل الناس علي ذلك. ويقتل من يخالفه
وقد كان يمر بالبلاد فيختفي منه أهل الإيمان فيستدعيهم كما فعل بهؤلاء الفتية المباركين الذين هم من مدينة يقال لها أفسوس وخيرهم بين الشرك والقتل فلما أمهلهم ورحل إلي مدينة أخري فروا منه بدينهم وأووا إلي الكهف ومعهم بعض الطعام والشراب ومعهم كلبهم الذين خلد ذكره في القرآن لا لشئ إلا لأنه صاحب الأتقياءوكان معهم أيضا رقيمهم ((كتابهم المرقوم الذي فيه معتقدهم ))
ونام الجميع النومة التاريخية وكانت العناية الإلهية تعمهم فيتقلبون لئلا تبلي أجسادهم وباب كهفهم جهة الشمال حتي لا يؤذيهم شروق الشمس ولا غروبها. ثم بعثهم الله وخرج المتلطف منهم بورقه (النقود) التي دفعها لبائع الطعام فإذ به وقد وجد رجلا يحمل عملة وعليها اسم الطاغية المشرك دقيانوس الذي هلك. فشاع خبرهم.
ولنا أن نعلم أن بعثهم كان حجة قاطعة وبرهانا ساطعا علي البعث والحياة الآخرة
((وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم )) الكهف : 21 صدق الله العظيم