أراد سيف الدوله الحمدانى معرفة قوة أعدائه الروم فأرسل إليهم رجلا
من أعوانه لمعرفة أخبارهم و الاطلاع على أحوالهم ، ووصل الرجل وعرف عنهم الكثير ، لكنه وقع في الأسر قبل أن
يعود للأمير ، و لما كان القوم يعرفون طبيعة المهمة التى حضر إليهم من أجلها ، طلبوا منه أن يكتب رسالة الى سيف الدوله
ليضلله و يوهمه بأن عدد الروم قليل . و تحت التهديد .. كتب الاسير .. أما بعد : فقد أحطت علما بالقوم ، وانى قد استضعفتهم بالنسبه لكم .. و قد رأيت من احوال القوم ما يطيب به قلب الأمير .. نصحت فدع ريبك ، ودع مهلك.... عندما قرأ الروم الرسالة لم يفهموها الا ما أرادوا وشغلهم.. ..وعندما وصلت الرسالة الى سيف الدولة قال : ان رجلنا قد وقع في الأسر ، والرجل قد أراد بقوله ( قلب الأمير ) ان نقلب حروف الجمله الأخيرة ( نصحت فدع ريبك ودع مهلك ) والتى إن عكسناها تصبح : (( كلهم عدو كبير .. عد فتحصن )).. والفائدة من القصة أن الإنسان لا يصيبه الهوان لمصيبة يقع بها بل يفكر فالعقل