سقوط جمهورية الفيفا

كتب : خــالد عـز الـدين

منذ انشاء الاتحاد الدولي لكرة القدم‏(‏ الفيفا‏)‏ في باريس يوم‏12‏ مايو‏1904‏ لم تهتز أركان جمهورية الفيفا كما حدث في الساعات الماضية بالقرارات التاريخية التي اتخذتها لجنة الأخلاق التابعة للفيفا في حق‏6‏ من أعضائه.
علي ضوء فضيحة الرشوة المرتبطة باختيار البلدين المضيفين لنهائيات كأس العالم لعامي‏2018 و‏2022 ولم تتوان اللجنة في توقيع عقوبات قاسية في حق كل من التاهيتي رينالد سنيماري نائب رئيس الاتحاد الدولي والنيجيري اموس ادامو عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا والتونسي سليم علول رئيس مكتب تسوية الخلافات داخل الفيفا وعضو لجنة قوانين اللاعبين بالفيفا‏.‏
كما وقعت عقوبات في حق التونجي اهو نجالو فوسيما لوهي الأمين العام لاتحاد تونجا لكرة القدم‏.‏ والمالي امادو دياكينيه عضو لجنة الحكام التابعة للفيفا والسادس والأخير البوتسواني إسماعيل بامجي عضو شرفي بالاتحاد الإفريقي‏.‏
تلك الفضيحة التي فجرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية بعدما تنكر صحفيون بالجريدة قدموا انفسهم علي أنهم وسطاء للتسويق لملف أمريكا في مونديال‏2018 مقابل مبلغ من المال لمشروع خاص ـ ضربت أركان البيت الكروي الكبير بالفيفا خاصة أن هناك تنافسا شرسا بين انجلترا وروسيا وأسبانيا والبرتغال‏(‏ من خلال الملف المشترك بينهما‏)‏ وهولندا وبلجيكا‏(‏ ملف مشترك أيضا‏)‏ علي استضافة مونديال‏2018 في حين تنافس قطر واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية لاستضافة مونديال‏2022 حيث من المقرر أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم هوية مضيفي مونديالي‏2018 و‏2022 يوم الثاني من ديسمبر المقبل في مدينة زيوريخ السويسرية‏.‏
الفيفا منذ أن انشيء لم يهتز ولم تسقط جمهوريته منذ أن تولي السويسري بلاتر رئاسة الاتحاد الدولي رغم التصريحات النارية التي ادلي بها فرح أدو رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الإفريقي في ذلك الوقت واطلقها عام‏2002‏ بقوله ان هناك أموال دفعت بطريقة غير مشروعة من أجل تسهيل فوز جوزيف بلاتر برئاسة الفيفا عام‏1998 ـ أول فترة رئاسة له بعد هافيلانج ـ واتهم فرح أدو وقتها بلاتر ايضا إلا أن الاتحاد الدولي لم يسكت علي تصريحات ادو حيث تقرر تجميده عن جميع النشاطات الرياضية لمدة‏10 سنوات‏.‏
ولم يكن فرح أدو هو الوحيد الذي اطلق تصريحات نارية حيث هاجم من قبل النجم الأرجنتيني الكبير مارادونا الفيفا بأنه لم يكن منصفا في اقتسام النجم البرازيلي يليه جائزة أفضل لاعب بالقرن علي مستوي العالم‏.‏
بداية القضية
أركان جمهورية الاتحاد الدولي لكرة القدم‏(‏ الفيفا‏)‏ اهتزت في يوم‏18 أكتوبر الماضي عندما قرر الفيفا فتح تحقيق موسع في حق عضوين في اللجنة التنفيذية هما النيجيري أموسي أدامو‏,‏ والتاهيتي رينالد نيماري وطالبت لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم والتي يترأسها السويسري كلاوديو سولسر وضمت في عضويتها الناميبي فيروس داماسب والاورجوياني خوان يدور دامياني والفرنسي دومينيك روشتو والاندونيسي دالي طاهر وروبرت نورميس من جوام‏.‏
وأمس الاول‏(‏ الخميس‏)‏ اصدرت لجنة الأخلاق قراراتها وبالاضافة الي ايقاف العضوين ادامو ونيماري قررت ايقاف كل من التونسي سليم علول والمالي امادو دياكيتي واهو نجالو فوسيما لوهي من تونجا والبوتسواني إسماعيل بامجي‏.‏
قصة سقوط جمهورية الفيفا بدأت بعدما نشرت صحيفة صنداي تايمز موضوعا يتعلق بعملية بيع اصوات اعضاء من اللجنة التنفيذية في التصويت لاستضافة مونديال‏2018 وعندما علم بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بالموضوع وصف بقوله حالة بشعة جدا‏.‏
وكانت الصحيفة البريطانية من خلال شريط فيديو قد أكدت أن أدامو أحد اعضاء المكتب التنفيذي للفيفا طلب‏800 ألف دولار للتصويت لأحد البلدان المرشحة حيث تم تصوير ادامو مع صحفيين قدموا أنفسهم علي أنهم وسطاء للتسويق لملف الولايات المتحدة الأمريكية عام‏2018 مقابل مبلغ من المال لمشروع خاص‏,‏ وأكدت الصحيفة الانجليزية ايضا أن رئيس الاتحاد الاوقياني ونائب رئيس الفيفا رسنالد تيماري طلب‏2,3‏ مليون دولار لمشروع اكاديمية رياضية في اوكلاند وكشفت الصحيفة بانه أكد‏(‏ رينالد‏)‏ انه تلقي عرضين من ممثلي ملفين آخرين للحصول علي صوته‏,‏ خاصة أن تيماري يترأس الاتحاد الاوقياني الذي يضم عددا من الجزر الصغيرة منذ عام‏.2004
الفيفا من خلال لجنة الأخلاق وقعت تلك العقوبات في حق الـ‏6‏ لأن تلك الصفقات ممنوعة منعا باتا في الوقت الذي أكد فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم انه لا يوجد أدلة كافية تثبت اتفاقا محتملا بين الملفين القطري والاسباني البرتغالي حول صناديق الأصوات بين البلدين لنهائيات كأس العالم‏2018 و‏.2022
العقوبات التي اتخذت نالت كلا من‏:‏
‏1‏ـ التاهيتي رينالد نيماري نائب رئيس الاتحاد الدولي‏:‏ الايقاف لمدة سنة عن كل نشاط مرتبط بكرة القدم‏(‏ اداري ورياضي أو نشاط آخر‏)‏ علي المستويين المحلي والدولي وتوقيع غرامة‏5‏ آلاف فرنك سويسري‏.‏
‏2‏ـ النيجيري أموس ادامو عضو اللجنة التنفيذية للفيفا‏:‏ ايقاف من ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم‏(‏ إداري ورياضي أو نشاط آخر‏)‏ علي المستويين المحلي والدولي لمدة‏3‏ سنوات وغرامة مالية قدرها‏10 آلاف فرنك سويسري‏.‏
‏3‏ـ التونسي سليم علوك‏(‏ رئيس مكتب تسوية الخلافات داخل الفيفا وعضو لجنة قوانين اللاعبين في الفيفا‏):‏ ايقاف عن ممارسة أي نشاط آخر‏)‏ علي المستويين المحلي والدولي لمدة عامين مع غرامة مالية بقيمة‏10 آلاف فرنك سويسري‏.‏
‏4‏ـ التونجي اهو نجالو فوسيما لوهي الأمين العام لاتحاد تونجا لكرة القدم‏:‏ إيقاف من ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم‏(‏ إداري ورياضي أو نشاط آخر‏)‏ علي المستويين المحلي والدولي لمدة‏3‏ سنوات مع غرامة مالية بقيمة‏10 آلاف فرنك سويسري‏.‏
‏5‏ـ المالي امادو دياكيتيه عضو لجنة الحكام التابعة للفيفا‏:‏ ايقاف من ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم‏(‏ اداري ورياضي أو نشاط آخر‏)‏ علي المستويين المحلي والوطني لمدة‏3‏ سنوات مع غرامة مالية بقيمة‏10 آلاف فرنك سويسري‏.‏
‏6‏ـ البوتسواني إسماعيل بامجي‏(‏ عضو شرف بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم‏)‏ ايقاف عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم‏(‏ اداري ورياضي أو نشاط آخر‏)‏ علي المستويين المحلي والوطني لمدة‏4‏ أعوام مع غرامة مالية بقيمة‏10 آلاف فرنك سويسري‏

شكرا ا_محسن على الخبر