أثبتت الدراسات العلمية أن بعض النباتات الاستوائية تصدر ذبذبات فوق صوتية تم رصدها و تسجيلها و تحويلها إلى إشارات كهربائية - ضوئية بواسطة راسم الذبذبات ( Oscilloscope ) الذي سجل هذه النبضات فوق الصوتية تتردد لأكثر من مائة مرة فى الثانية الواحدة ، و قد اعتبرت هذه الذبذبات لغة خاصة بالنبات و ذلك لأن
النبات كائن حى يسمع و يتحدث و ينفعل و يتأثر بطريقته الخاصة كما أثبتت ذلك أجهزة قياس الانفعالات فى تجارب قياسية عديدة .
فالنباتات قادرة على الإحساس بجاذبية الأرض و لذا ذبلت و ذوت عندما ابتعدت عن تلك الجاذبية فى مركبات الفضاء و انتعشت و استعادت نضارتها بعودتها إلى الأرض .
و النباتات قادرة على إدراك مصدر الضوء و تستجيب له بالانحناء فى اتجاهه كما يحدث فى نباتات عديدة مثل ” دوار الشمس “.
و النباتات تدرك صاحبها و تسعد بسؤاله عنها كما تدرك المخاطر إذا أقبلت عليها ، فقد ثبت فى تجارب مكررة أن النبات بمجرد إحساسه باقتراب العناكب و الحشرات الضارة به فإنه يعمد إلى إفراز عدد من المركبات الكيميائية التى تجعل رائحة و طعوم أوراقه وزهوره و ثماره منفرة لتلك الحشرات و غير مستساغة لها .
و فى نفس الوقت فإن هذه النباتات التى تتعرض لهجوم الحشرات الضارة تطلق عددا من المركبات الكيميائية الأخرى فى الجو مما له خصيصة الانتشار السريع لكى تنبه غيرها من النباتات فى المنطقة إلى أخطار الهجوم القادم حتى تستعد و تتهيأ لاستقباله بإفراز المواد الكيميائية المقاومة للحشرات المهاجمة و بذلك ثبت أن النبات يسمع و يعي و يدرك و يشعر و يحس و يتخاطب مع بعضه البعض و يسمع و يستجيب و إذا كان الأمر كذلك فهل يستبعد على النبات أن يعرف خالقه ؟ و أن يخضع له بالعبادة و الذكر و التسبيح و التقديس و التمجيد فى عبادة فطرية تسخيرية جبله الله ( تعالى ) عليها كما جبل غير النبات من المخلوقات غير المكلفة حتى يتحقق قوله تعالى بسورة الإسراء :
” تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) ”
و هذه المعجزات الحسية و أمثالها جاءت كلها موثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤكد لنا أن جميع الكائنات الحية ( المكلفة منها و غير مكلفة ) و جميع الجمادات و جميع الظواهر و السنن الكونية و جميع صور الخلق فى السماوات و الأرض كلها تسبح الله ( تعالى ) و هى عابدة له خاضعة لإرادته و لها قدر من الإدراك و الإحساس و الشعور و الانفعال و لها لغاتها التى تتخاطب بها فيما بينها و إن كنا لا نفقه كنه تلك اللغات التى تتخاطب بها ولاكنه تسبيحها و سجودها لخالقها سبحانه و تعالى و ذلك لأن كل شئ خلقه الله تعالى جعل له قدرا من الإدراك و لكن الإنسان غير المؤمن لا يمكنه إدراك ذلك و يقصر علمه بها على ما يفهمه هو من مظاهرها و يخفى عليه أن فى كل كائن من كائنات هذا الوجود - دق أو عظم - نوع من الإدراك الذى يوائم بناءه و يناسب مهمته و لكننا لا نستطيع إدراك ذلك بحسنا المحدود و قدراتنا المحدودة إلا أن يمن الله تعالى على من يشاء من عباده بعلم من عنده فيدرك ما لا تدركه حواس الإنسان العادى و يفقه ما لا يفقهه !!
و سبحانه الخالق البارئ المصور الذي يقرر تلك الحقيقة فى محكم كتابته بقوله عز وجل بسورة الإسرء :
” تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) “
المصدر
صور من تسبيح الكائنات للدكتور زغلول النجار ص 81