اليوم السابع
كتبت عفاف السيد
أكدت دراسة علمية أجرتها الطبيبة الأمريكية إيلانور شوارز من جامعة بيتسبيرج على وجود فوائد مهمة للرضاعة الطبيعية تظهر على صحة الأم، من أهمها تراجع فرص الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى، وأظهرت الدراسة أن نسب السكر عند المرضعات تتراجع بواقع النصف على الأقل مقارنة بغير المرضعات وتعتقد الطبيبة الأمريكية إلى أن ذلك يعود لفائدة الرضاعة الطبيعية فى التخلص من الدهون الزائدة عند الأم، وبالتالى منعها من التأثير على عمل القلب والشرايين أو التسبب فى زيادة الوزن المؤدية إلى الإصابة بالسكر.
وأشارت إلى أن إفراز لبن الرضاعة لدى المرأة هو جزء طبيعى من دورة الحمل، فبالتالى هناك كميات من الطاقة مخصصة للرضاعة وعندما تتقاعس الأم عن الإرضاع فإن هذه الطاقة لا تخرج من الجسم.
واستشهدت شوارز بنتائج دراسات سابقة عن الرضاعة ثبت من خلالها أن الرضاعة الطبيعية تساعد الجسم على حرق السكر بصورة أفضل، وبالرغم من الدعاية التى تقوم بها منظمات المجتمع المدنى التى تهتم فى الخارج بتشجيع الرضاعة الطبيعية حتى الشهر السادس على الأقل إلا أن الأرقام تظهر التزام الأمهات بما يتجاوز 14% فقط، وذلك بسبب العمل ومشاغل الحياة.
وتشير الدكتورة شروق الهيتمى، استشارى دولى الرضاعة الطبيعية، إلى أن الرضاعة المطلقة خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل تحمى بالفعل الأم من المخاطر التى يمكن لها أن تؤدى إلى الإصابة بمرض السكر، ومن شأنها أيضا أن تحافظ على صحة الوليد.
وتؤكد على ضرورة أن تتنبه الأسر صاحبة التاريخ العائلى لمرض السكر لحماية أبنائهم من الإصابة بالمرض فقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال المولودين فى عائلات مصاب بالسكر تزيد فرص الإصابة لديهم بمرض سكر الأطفال فى حالة تناولهم ألبان الأبقار مبكرا، وللأسف أصبحنا نشاهد حاليا مرضى السكرى فى عمر السته أشهر.
وأشارت إلى أن العلماء بحثوا عن السبب وجدوا أن لبن الأم يحتوى على هرمون الأنسولين المخفض لسكر الدم يكاد يكون منعدما فى الحليب الصناعى وقليل فى الحليب البقرى، بالإضافة إلى أنه تمت التجربة على الحيوانات ووجد أن أعطاء الأنسولين البشرى لهم حماهم من الإصابة بالسكر.
وتقول الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال كما تشير الدكتورة شروق الهيتمى أنه من الأفضل تأجيل أعطاء الحليب البقرى إلى الرضع حتى عمر السنة، حتى يمكن للآم أن تقلل من احتمالات إصابة طفلها بمرض السكرى، ويرجع السبب فى ذلك إلى أن الغشاء المبطن للمعدة يفسد بوجود ألبان الأبقار قبل بلوغ الطفل العام، فيزيد ذلك من احتمالات إصابته بالأمراض.