قصيدة إمام الهدي
للشاعر العراقي الدكتور // عباس الجنابي
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيهـــــا ***حتـّى ذكَرْتـُك فانـْهالتْ قوافيهـــــــا
(محمّدٌ) قـُلـْتُ فاخـْضرّت رُبى لُغتــي***وسالَ نـَهـْرُ فـُرات في بواديهــــــا
فكيفَ يجْدبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُــــــــــهُ ***وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيهـــــــا
تفتحتْ زهرةُ الألفاظِ فاحَ بهـــــــــــا ***مِسـْكٌ من القـُبّة الخضراء يأتيهــا
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلهــــــــا***وفجرّ الغار نبعا في فيافيهــــــــــــا
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيــــــــــتْ ***لو لمْ تكـُن يا رسول الله هاديهـــــا
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بهـــا***إلى ذ ُرى النور فانجابت دياجيهـــا
أشرقتَ فيها إماما للهُدى ،،علَمــــاً***ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريهــــا
وحّـدْ ت بالدين والإيمان موقفهــــا ***ومنْ سواك على حُب يؤاخيهـــــــــا
كُنت الامامَ لها في كلّ معـْتـَــــــــرَكٍ ***وكنت أسوة قاصيها ودانيهـــــــــــا
في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتـــدرا ***طودا وقفـْتَ وأعلى من عواليهــــــا
رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنهــــــــــا***فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيهـــا
وما رميتَ ولكنّ القدير رمــــــــــــى ***ولمْ تـخِب رمية ٌ الله راميهــــا
هو الذي أنشأ الأكوانَ قـُدرتـُـــــــــهُ ***طيّ السجل إذا ما شاء يطويهـــــــــا
ياخاتمَ الأنبياءِ الفذ ّ ما خـُلقـــــــــتْ ***أرضٌ ولا ثُبّتتْ فيها رواسيهـــــــــا
إلاّ لأنك آتيها رسولَ هُـــــــــــــــدىً ***طوبى لها وحبيب الله آتيهــــــــــــا
حقائقُ الكون لم تـُدركْ طلاسمُهـــا ***لولا الحديثُ ولم تـُكشفْ خوافيهـــا
حُبيتَ منـْزلة ًلاشيئَ يعْدلـُهـــــــــــا ***لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيهـــــــــا
ورفـْعة ً منْ جبين الشمْس مطلعُها***لا شيئ في كوننا الفاني يُضاهيهــــا
ياواقفاً بجوار العرْش هيبتـُـــــــــهُ ***منْ هيبة الله لا تـُرقى مراقيهــــــــــا
مكانة لم ينلها في الورى بشـــــــرٌ***سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيهــــــا
بنيت للدين مجدا أنت هالتـُــــــــــهُ ***ونهضة لم تزل لليوم راعيهــــــــــــا
سيوفـُك العدلُ والفاروقُ هامتـُـــــهُ***والهاشميّ الذي للباب داحيهـــــــــــا
وصاحبُ الغار لا تـُحصى مناقبُـــهُ***مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيهــــــــــا
وجامعُ الذكر عـُثمانٌ أخو كـــــرمٍ***كم غزوة بثياب الحرْب كاسيهــــــــــا
ياسيدي يارسول الله كمْ عصفــت***بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيهــــــــــــا
وكمْ تحملتُ أوزارا ينوءُ بهــــــا***عقلي وجسمي وصادتني ضواريهـــا
لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنــــا***من غيره موجـــة ٌ ضاعت شواطيهـا
يا سيدي يا رسول الله يشفعُ لي ***أني اشتريتـُك بالدُنيا وما فيهـــــــــــا