سوف
أحدثك عزيزي القارئ عن أحدث طريقة مكتشفة للتعلم أثناء النوم، وإذا تذكرنا
أن أحدنا يمضي ثلث عمره في النوم ندرك أهمية هذا الموضوع، لنقرأ ونستفيد..
فقد وجدتُ طريقة مناسبة للحفظ وهي
تكميلية أثناء النوم! ولذلك أخي القارئ أنصحك أن تستفيد من وقت نومك في
حفظ القرآن الكريم!
قصة مع القرآن يرويها احد من حفظ القران
لقد
كنتُ في فترة من الفترات أستمع إلى القرآن وأنا نائم، وذلك من خلال آلة
التسجيل التي أتركها تعمل وأستمع إلى صوت أحد المقرئين وأنام. وبعد فترة
بدأتُ ألاحظ أن عملية الحفظ قد أصبحت أسهل بكثير، بل وبعد عدة سنوات
لاحظتُ أن ما حفظته من القرآن قد تثبت في ذاكرتي، وقد تمضي سنوات لا أراجع
سورة محددة ثم أجد نفسي أحفظها على الرغم من عدم المراجعة!!
وقد
وجدتُ تفسيراً لهذه الظاهرة، وهو أن الحفظ أثناء النوم يترك انطباعا
وتأثيراً أكبر بكثير من الحفظ أثناء اليقظة، ولذلك جعل الله النوم آية من
آياته العظمى. وعلينا أن نغتنم الوقت لأن النبي الكريم عليه الصلاة
والسلام يؤكد على أهمية الوقت بالنسبة للمؤمن.
حقيقة علمية مذهلة
إذا
نام أحدنا بمعدل 8 ساعات كل يوم، فهذا يعني أنه يمضي ثلث عمره في النوم،
بل إن أكثر شيء نصرف فيه الوقت هو النوم! ولكن هل يعني أن النوم لا فائدة
منه؟ أم أنه آية من آيات الله تعالى عندما قال: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
[الروم: 23]. إذن النوم سواء كان في الليل أو في النهار فهو آية أي معجزة
من معجزات الله التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها. وانظر معي كيف ختمت الآية
بكلمة: (يَسْمَعُونَ) وكأن هنالك علاقة بين حاسة السمع وبين عملية النوم، وهذا ما أثبته العلماء بالصورة الحيةَّ!
فقد
قام أحد العلماء بمراقبة أشخاص أثناء نومهم، وقام بتصوير دماغ كل منهم
بطريقة المسح بالرنين المغنطيسي، وقد وجد أن الدماغ ينشط أثناء النوم! ثم
قام بقراءة بعض المعلومات على هؤلاء النائمين، وكانت المفاجأة أنه وجد
استجابة من الدماغ لما يقرأه، إذن عملية التعلم تحدث مع العلم أن الإنسان
نائم، ولكن ما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة الغريبة؟
بل
إن الأبحاث الجديدة على الدماغ وفي علم النوم بينت أن الدماغ لا يهدأ حتى
وهو نائم، بل إن الدماغ يقوم بتثبيت المعلومات التي تعلمها في النهار
يثبتها أثناء النوم، فسبحان الله!
وقد وجدتُ فوائد كثيرة لاستماع القرآن وخصوصاً أثناء النوم، وسوف أقتطع جزءاً من مقالة لي بعنوان: :
إن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائد التالية والمؤكدة:
بينت
الصور الملتقطة الدماغ أثناء النوم، أن الدماغ يقوم بنشاطات العلم والتذكر
وتثبيت الحفظ أثناء النوم، ولذلك يقوم العلماء اليوم بابتكار طريقة جديدة
للحفظ أثناء النوم، فهل نسبقهم ونستفيد من هذه الطريقة التي سخرها الله
لنا في حفظ القرآن؟ مصدر المعلومة: جامعة هارفارد الأمريكية.
- زيادة في مناعة الجسم.
- زيادة في القدرة على الإبداع.
- زيادة القدرة على التركيز.
- علاج أمراض مزمنة ومستعصية.
- تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
- الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.
- علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.
- القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
- سوف تنسى أي شيء له علاقة بالخوف أو التردد أو القلق.
- تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.
- علاج لكثير من الأمراض العادية مثل التحسس والرشح والزكام والصداع.
- تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.
- وقاية من أمراض خبيثة كالسرطان وغيره.
- تغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.
هنالك
بعض التساؤلات التي يطرحها بعض الإخوة ممن يقومون بحفظ كتاب الله تعالى
بالاعتماد على هذه الطريقة الإبداعية، ولا بد من الإجابة عنها في هذا
الدرس كما وعدتهم.
كيف كانت تجربتكم مع تأمل النواحيالبلاغية،للقرآن الكريم وأنتم أهل الاختصاص العلمي؟
لا
يوجد أجمل من اللحظات التي يعيش فيها المؤمن مع القرآن حفظاً وتأملاً
وتدبراً. ومن عظمة القرآن أنه يساعدك على تقوية لغتك العربية بمجرد
التكرار والحفظ، بل إن تكرار قراءة القرآن والاستماع إليه تكسب الإنسان
الكثير من النواحي اللغوية والبلاغية.
ولكن
عندما كانت تعترضني بعض الكلمات الصعبة كنت ألجأ إلى بعض التفاسير
الميسرة، أو بعض معاجم اللغة مما أجده سهل الوصول إليه. وكنتُ أتأمل آية
من القرآن لمدة ساعة مثلاً، وأحاول أن أفكر فيها وفي كلماتها ودلالاتها
وتجدني أكتسب معاني جديدة بمجرد التأمل، ولذلك يقول تعالى: (أفلا يتدبرون
القرآن) [النساء: 82].
في أثناء تأملكم للأحكام التشريعيةهل كنتم تستعينون بكتب الفقه؟
إن
الاستعانة بالمراجع والكتب ضرورية، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها،
فأي كتاب تعثر عليه في التفسير أو الفقه أو اللغة أو القصص القرآني أو أي
كتاب له علاقة بالقرآن وبخاصة علوم الإعجاز، كلها ضرورية ونافعة ولكن بشرط
أن نخلص النية لله تعالى وأن يكون هدفك من حفظ القرآن هو وجه الله تعالى،
وليس ليقال عنك إنك حافظ للقرآن!
مهما
أعطيت من وقتك للقرآن فلن ينقص هذا الوقت! بل على العكس ستكتشف دائماً أن
لديك زيادة في الوقت. أي أننا لو أنفقنا كل وقتنا على سماع القرآن فسوف
نجد أن الله سيبارك لنا في هذا الوقت وسيهيئ لنا أعمال الخير وسيوفر علينا
الكثير من ضياع الوقت والمشاكل، بل سوف تجد أن العمل الذي كان يستغرق معك
عدة أيام لتحقيقه، سوف تجد بعد مداومة سماع القرآن أن نفس العمل سيتحقق في
دقائق معدودة!!
دعاؤنا دائما أن يرزقنا الله حفظ كتابه وحسن العمل بما فيه فما هي برأيكم الأمور التي تعين على حسن العمل بما فيكتاب الله من خلال تجربتكم الخاصة؟
هنالك
شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن
تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود. ويمكنك أن تختبر نفسك حول ذلك
بطريقة بسيطة: هل أنت مستعد أن تترك عملاً يدر عليك أرباحاً طائلة من أجل
أن تحفظ القرآن؟ هل أنت مستعد أن تترك أصدقاءك ومن تحبهم من أجل أن تحفظ
القرآن، وهل أنت مستعد أن تفرغ أحسن وقت عندك لحفظ القرآن؟
إذا
كنتَ تتخيل أنك تستطيع ذلك فإن هذا له أثر قوي جداً على نجاح حفظك للقرآن.
وإذا كنتَ لا تتخيل نفسك تفعل ذلك فمعنى هذا أنك بحاجة لمزيد من التعلق
والحب للقرآن، طبعاً القرآن يأمرنا بالعمل وصلة الرحم وفعل الخيرات
للآخرين، ولكن أين تضع القرآن في حياتك في أي مرتبة، هل المال والعمل
والأصدقاء أولاً أو القرآن، هذا ما ينبغي عليك أن تفكر فيه.