ليس لنا أن ننزل عن مستوى دعوتنا إلى التراشق برديء الكلام،ليس لنا أن ننزل إلى سفاسف الأمور، ولو حاول غيرنا جرَّنا إلى هذه الأمور،ليكن تحركنا ذاتياً، فلا يحركنا غيرنا؛ لئلا نُجرَّ إلى معارك وهمية خاسرة علينا ألا نغضب لأنفسنا، بل علينا أن نسمو بأنفسنا، عن كل بذيء، وعن كل ساقط.
لَو كلُ كلبٍ عَوى أَلقَمته حجراً *** لأَصبحَ الصخرُ مثقالاًبِدِينار. ومنْ عاتبَ الجُهَال أتعب نفسه *** ومنْ لام مَنْ لا يعرف اللوم أفسدَا.
أحمد بن حنبل عليه رحمة الله في مجلسه وبين تلاميذه،ويأتي سفيه من السفهاء فيسبُّه ويشتمه ويقرعه بالسب والشتم،فيقول طلابه وتلاميذه: يا أبا عبد الله ! رُدّعلى هذا السفيه. قال: لا والله! فأين القرآن إ ذا ً؟
وقد نهى النبي عليه السلام عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء فقال: لاتباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونو اعباد الله إخواناً،ولايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث } [رواه مسلم].
وقال حاثاً على المحبةوالألفة: ** والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا.. }
[رواه مسلم]
قيل : يا رسول الله ، أي الناس أفضل قال : مخموم القلب ، صدوق اللسان . قالوا : صدوق اللسان نعرف ، فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقي النقي ، لا إثم فيه ، ولا غل ولا حسد قالوا : من يليه يا
رسول الله ؟ قال : الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة . قالوا : ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يليه ؟ قال : مؤمن في خلق حسن الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أبو حاتم الرازي - المصدر: العلل لابن أبي حاتم - الصفحة أو الرقم: 3/136 خلاصة حكم المحدث: صحيح حسن
وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها