المصري اليوم
الكتب الدراسية.. أزمة سنوية يحسمها التلاميذ لصالح «الملخصات»
كتب أميرة طلعت ١٨/ ٩/ ٢٠١٠
للكتاب الخارجى فى العملية التعليمية دور مهم، سببه اعتماد جميع طلاب المراحل التعليمية المختلفة عليه، إلى جانب الكتاب المدرسى، حيث يعد الكتاب الخارجى المعروف شعبيا بـ «الملخص» مكملاً للكتب الدراسية، كما أن مدرس الفصل والمدرس الخصوصى يستقيان منه معظم التدريبات.. وقد أكد هذه الأهمية أزمة تأخر صدور تراخيص الكتاب الخارجى، وأوضحت مدى اعتماد الطلبة عليه.
تقول أمل على - أم لطلبة فى مراحل تعليم مختلفة: رغم أن أولادى يدرسون فى مدارس لغات، وتقوم المدرسة بعمل مراجعات وإعطاء الطلبة ملخصات فى نهاية كل شهر، فإن هذا لا يغنى عن اعتمادهم على الكتاب الخارجى فى مراجعة الدروس، خاصة فى مواد اللغة العربية، والعلوم والرياضة، فكتاب المدرسة لا يصلح فى الاعتماد عليه لأنه مجرد عناوين فقط.
واتفقت معها سمر - طالبة وقالت: إذا أرادت وزارة التعليم حتى إلغاء الكتب الخارجية فلتلغها على أن توفر لنا البديل، فالكتاب المدرسى شرحه مقتضب جداً والتمرينات الملحقة بالدرس قليلة ولا تكفى لاختبار الطالب، لذلك كان اعتمادنا الأساسى على الكتاب الخارجى لأنه يشرح كل تفصيلة، ويضم تمرينات وشرحاً لمعانى الكلمات الصعبة باستفاضة، كما أنه كان أوفر لنا بكثير عن غرامة الدروس الخصوصية، التى ستزيد بالطبع فى حالة عدم صدور الكتب.
وتقول سلمى محمود - طالبة: منذ أن كنت طالبة وأنا أعتمد على الكتاب الخارجى، وكذلك اليوم وأنا أم، ولدى أبناء يعتمدون على الكتب الخارجية بشكل أساسى أيضاً، ونفس شكوتى التى كانت منذ ٢٠ سنة هى نفس شكوى أولادى من كتاب المدرسة، فلماذا لم يتم التطوير خلال كل هذه السنوات؟
وتقول الدكتورة كوثر كوجك، أستاذ المناهج وطرق التدريس: خطأ كبير تقع فيه الأسرة فى سعيها وراء الكتاب الخارجى، فهم يذهبون للأسهل لأن البعض منهم يريد أن يريح باله من عناء الشرح لابنه، فيبحث له عن التفاصيل والمعلومات المسرودة، ليحفظ الطالب فقط ويقوم بتسميع ما حفظه جيدا، فتكون تلك هى المذاكرة!
أيهما أفضل أن يتم عرض درس عن المجموعة الشمسية فى شكل بانورامى وبالألوان، ووضع أسئلة للطالب عن أى الكواكب أقرب وأيها أبعد وأيها أصغر كما فى الكتاب المدرسى، أم أن الدرس المطبوع بالأبيض والأسود وبشكل هندسى بحت، وبه معلومات مكتوبة فقط كما هو الحال فى الكتاب الخارجى؟!
السبب الرئيسى الثانى فى ابتعاد الطلبة عن الكتاب المدرسى هو المدرس، فبعض المدرسين يفشلون فى توصيل المعلومة للطالب، لأنهم لا يعودون إلى دليل المعلم الذى يشرح لهم كيفية إعداد الدرس والوسائل المساعدة فى شرحه، لذا لابد أن يصل هذا الدليل إلى يد كل معلم، وهذا دور الوزارة ومديريات التعليم فى كل محافظة، والخطأ الثانى الذى يرتكبه المدرس أنه يريد تحفيظ الطلبة أجزاء محددة من أجل النجاح فى الامتحان فقط، وهذه مشكلة لها أبعاد وتفاصيل أخرى، فالمشكلة التى نحن بصددها الآن مشكلة فرعية من مشكلة أساسية وهى أننا نهتم بالتحفيظ وليس التعلم!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]