هو إحنا بندور على كتب ولا على حشيش؟ طب إحنا ذنبنا إيه تتساءل إحدى الأمهات التى تركت عملها منذ الصباح الباكر لتقوم بجولة فى مكتبات الفجالة بحثا عن سلاح التلميذ، المعاصر وغيرها من كتب المساعدة الخارجية التى تقول إنه لا غنى لأبنائها عنها خلال الدراسة.
مئات من أولياء الأمور على أمل أن تفتح إحدى المكتبات أبوابها بعد أن أغلقتها الشرطة [تصوير: السيد عبدالقادر] الأم أحد جمهور الطابور الممتد في الشارع أمام إحدي المكتبات التي تجرأت لبيع الكتب غير المرخصة منذ يومين, ولكن قبل أن تصل إلي الشباك الصغير, كانت مباحث المصنفات قد أغلقت المكتبة وألقت القبض علي صاحبها.
ورغم أنها موجهة لغة انجليزية, إلا أن ذلك لم يمنعها من إهدار ساعات طويلة بحثا عن الكتب الخارجية التي تؤكد أن المدرسين هم أول من يطلبونها في المدارس, وذلك لضرورتها وعدم كفاية الكتب المدرسية لغرض الشرح والتمارين علي الأسئلة. هذه الأم هي واحدة من مئات الأمهات والآباء الذين يرتادون الفجالة منذ انتهاء أيام عيد الفطر بحثا عن الكتب الخارجية بعضهم استطاع ايجاد وسيلة للحصول عليها عن طريق علاقة قوية ببعض العاملين بالمكتبات أو أصحابها الذين يبيعون الكتب في السوق السوداء, بأسعار أغلي وفي أكياس سوداء, بينما يتساءل آخرون في حيرة وضيق عن وسيلة للحصول علي هذه الكتب حتي لا يرسب أبناؤهم هذا العام, مثل هادي شحاتة الذي يؤكد أنه من المستحيل أن يعتمد أبناؤه علي كتب المدرسة التي تظل في الأدراج بينما يتعامل المدرس مع الكتاب الخارجي.
ده وجع قلب اللي الواحد فيه, فيه مشكلة بين الوزارة والناشرين طب احنا ولادنا ذنبنا ايه؟ تقول إحدي الأمهات التي استطاعت بصعوبة الحصول علي بعض كتب الصف الرابع الابتدائي, بالتحايل واضطررت لدفع مائة جنيه في مقابل أحدهم.
نحن مضطرون لذلك, فالقرار قرار فردي لم تحسب نتائجه وآثاره علينا, فيجب تطوير المنهج, وكتاب المدرسة ومنح الطلبة كتاب دليل الطالب منذ بداية السنة, لا قبل الامتحانات بأسبوع كما يحدث في مدارسنا تقول الأم التي تضيف أن كتب المدرسة لا يتسلمها أبناؤها إلا بعد بداية الدراسة بشهر, علي الرغم من أنهم في مدرسة تجريبية.
شكاوي كثيرة, وحالة من الفوضي, وسوق سوداء واستياء عام من أصحاب المكتبات ومن أولياء الأمور, يتسم بها حال شارع الفجالة خاصة بعد قدوم المباحث للقبض علي بعض الباعة الذين يحاولون تسريب الكتب للطلبة وأولياء أمورهم, في حركة بيع وشراء مهددة ومبتورة. بينما أغلقت مكتبات أخري أبوابها, معبرة عن احتجاجها علي قرارات أموال التراخيص التي تصل في بعض الحالات إلي ربع مليون جنيه كما يقول أحد مديري المكتبات المعروفة.
ويتساءل البعض لماذا لا يحدث تفاوض لنصل إلي حلول وسط حتي نرحم الناس من هذه الحالة الغير الآدمية, من انتظار ساعات للحصول علي احد هذه الكتب.
حالة من الفوضي والاستياء في انتظار حل القضية, وحتي لا يتحول الكتاب الخارجي إلي مخدر كالحشيش والبانجو, يباع, في الخفاء, في غفلة من القانون.