المصري اليوم
كتب سارة نورالدين ١٣/ ١٠/ ٢٠١٠
١٥٠ طالبًا فى الفصل الواحد والعمل بنظام الفترتين والثلاث فترات، والتحرش.. ذلك هو ملخص ما كشفت عنه جولة «المصرى اليوم» فى عدد من المدارس الابتدائية والإعدادية بمنطقة صفط اللبن، التى حمل بعضها أسماء عظماء الشعر والأدب.
وتسببت زيادة الكثافة فى مدرستى أحمد شوقى وطه حسين الابتدائيتين، فى تقسيم المدرستين إلى نظام الفترتين، تم تخصيص الفترة الصباحية للصف الأول وحتى الثالث، والمسائية للصف الرابع وحتى السادس، وتصل كثافة الفصل الواحد إلى ١٥٠ تلميذاً.
تقول «أسماء» إحدى طالبات الصف الثالث الابتدائى، التى قابلناها أمام مدخل مدرسة طه حسين: «أنا مش بحب آجى المدرسة دى خالص الفصل فيه عيال كتير أوى ولو دخلت أقعد فى التختة مش بعرف أقوم منها تانى عشان أروح الحمام»، وعندما طلبنا منها شرح طريقة الجلوس فى الفصل، قالت: «إحنا فى الفصل حاطين تختة جنب تختة قاعدين عليها ٨ وبعدين ممر صغير جدا وتختة تالتة قاعدين عليها ٤ من صحابى والفصل ضيق جدا ومش عارفين نقعد».
أما مدرسة الشروق الإعدادية، فتسببت الكثافة العالية فى تقسيم اليوم الدراسى إلى ٣ فترات، الأولى للبنات والثانية للبنين، والأخيرة لبنات «الخدمات»، ووصلت الكثافة فى الفصل الواحد إلى ١٢٠ فى فصول الطالبات، وتزيد إلى ١٤٠ فى فصول الطلاب، وهو ما تسبب فى تزايد ظاهرة «التحرش» بين الطلاب وزميلاتهم، بسبب التدافع عند الخروج من المدرسة فى الفترة الأولى.
وتقول «سمية» الطالبة بالصف الثانى الإعدادى: «كل يوم نخرج من المدرسة نلاقى الولاد بأعداد كبيرة جدا منتظرين وبيعملوا تصرفات قليلة الأدب وكتير بيرموا نفسهم علينا وبيلمسوا جسمنا، أنا النهاردة خرجت لقيت ولد اترمى عليا زقيته وضربته وطلعت أجرى وده بيحصل كل يوم».
وتضيف طالبة أخرى: «لم يتوقف الأمر عند ذلك، ولكن وصل لدفع إحدى زميلاتنا أمام الميكروباصات، مما تسبب فى كسر ذراعها».
وفى الفترة الأخيرة بالمدرسة ذاتها، والخاصة لبنات «الخدمات»، يتسبب الصراع حول صداقة الطالبات، فى مشادات ومشاجرات بين شباب، مما يجعل الأهالى يبادرون بالاتصال بقسم الشرطة لفض هذه المشادات التى تصل إلى حد التطاول بالسنج والأسلحة البيضاء.
من جانبه، أرجع عادل بدر، المتحدث باسم جمعية دعم وتطوير التعليم، سبب تكدس الفصول، إلى ضم مسؤولية هيئة الأبنية التعليمية إلى مهام الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، قائلا إنه أدى إلى تراجع إنشاء الفصول خلال هذا العام، مشيرا إلى أن الوزير يعلم بتكدس أعداد الطلاب داخل الفصل الواحد فى المنطقة، وسبق أن أعلن عن تخصيص ٤ مساحات لإنشاء مجمع تعليمى فى منطقة بولاق الدكرور، دون تحديد أماكنها.